Saturday, May 17, 2014

العُمق

العُمق 



كلمة منتشرة اليومين دول، بنسمعها من ناس كتييير وبنشوفها مكتوبة status علي جميع أنواع مواقع التواصل الاجتماعية؛ من فيسبوك لتويتر لإنستجرام لواتسآب وعد عندك بقي بقية الحبشتكانات دي ولكن المُلاحظ في الموضوع دة وهو الأبرز أن مفهوم العمق عند الناس بيتفاوت.

 الناس طبعا درجات -ونقدر نقول كمان مزاجات- في بالتالي أكيد عُمقك غير عُمقي غير عُمقهم؛ في ناس عمقها أنها تقري كتاب لأحمد مراد ولا أحمد خالد توفيق وهي بتشرب فنجان قهوة وقاعدين في البلكونة وفي الباكجراوند موسيقي، وناس تانية عمقها انها تقعد علي البحر وتسمع فيروز في الهيدفونز وبرضو تقري كتاب (ممكن نقول "الأسود يليق بك" المرة دي)، في بقي عمق تالت ألا وهو القعدة في الأوضة ذات النور الخافت اللي بيجيب استجماتيزم دة وبرضو في الباكجراوند موسيقي (بس المرة دي Jazz بقي عشان يتماشي مع الموود) والقعدة علي الأرض والرسم بقي وأييه! عمق عمق يعني.

    الفكرة هنا بقي أيييه أن أصلا مش معروف "ما هو مفهوم العمق؟" عند الناس دي! يعني أيه عمق أصلا! وأيه العمق في شوية الحاجات اللي قولتها فوق دي! ولييه لما حد مبيبقاش عميق زيّ ومبيعملش نفس الحاجات بيُنبذ اجتماعياً! يعني في نهايات ال90 أوائل ال2000 كان بدل مفهوم "العمق" كان اسمه "مزاج" أو "دماغ"؛ يعني عادي أما أقول مثلا "أنا أغاني أم كلثوم دي بتعملي دماغ عالية" إنما لما أقول "فيروز دي العمق كله"! علل؟ ماذا تعني كلمة عمق؟ يعني اللي هو بيتحس ازاي العمق دة؟
    هل العمق دة أني اسمع شوية الباندات الcool  أوي الاندرجراوند ويبقي عندي ساوند كلاود ومبفوتش حفلة لمشروع ليلي وأن الساقية ودرب 17 18 دي بيتي التاني والكلام دة؟ ولا أني كل 3ثواني بالظبط أحط صور ليا مع كتب أحمد مراد وقد أيه كتاباته جامدة نينتي و"واو 1919 دة أحلي كتاب Eva" ولا أتصور وأنا بشرب فنجان القهوة في البلكونة وفي بقّي السيجارة وبطلع دخان علي هيئة دواير دواير ولا أيه؟

ليه الناس حصرت شوية الأفعال دي في المفهوم الضيق دة واللي يكاد يكون ملهوش أي تلاتيين معني! يعني أنا ممكن ببساطة جدا أقول أنا فعلي للشيء دة بيبسطني وبيخليني مزاجي مظبوط أو بيحسسني بالنشوة مثلا ولا أي احساس في الحياة إنما إشمعني عُمق!!! ببساطة جدًا واضح ان مفهوم "العمق" هو الانبساط+المزاج المعدول+الهدوء النفسي (أو دة علي حسب فهمي أنا)، فإن كان هو دة فعلًا المعني الصح فأكيد أكيد مش الحاجات اللي تتعد علي الصوابع دي بس اللي بتبسط الانسان؛ يعني مثلا ممكن انسان يحس –العمق- لما يشرب كوباية عصر قصب مشبرة في عز الحر أو ان انسان تاني ينزل يتمشي في الشارع ساعة العصاري ويشم الهوا اللي هيبدأ يسقع أو ان انسان تالت ياكل أكلة المحشي المتينة ويحبس بعدها بكوباية شاي بالنعناع أو ان انسان رابع يشرب زبادي خلاط ويقعد مع صحابه علي القهوة أو ان شالله حتي واحد يسمع جاستن بيبرعادي جدا ويحس أن عميق عمق الدنيا والكون مش سايعه.

بلاش نقعد نخترع في مفاهيم وندّي للحاجات اللي بنعملها في الدنيا الصغيرة دي مسميات ونعقد العقد ونكلكع الكلاكييع؛ خليكوا لذوذين كدة وكل واحد يعمل اللي يريخه ويبسطه ومش مهم رأي الناس أيه في اللي بيعمله وكفاية الoverrating اللي بقيتوا فيه دة، دة حتي زي ما الأستاذ الفنان سمير صبري قال "لفلي الدنيا لفلي"